عشقها، وأنه لم يأتها إلّا على شهوة الذّكر للأنثى، أو شهوة الأنثى للذّكر.
وقيل لعمرو بن عبيد «1» : أيكون أن يصرع شيطان إنسانا؟ قال:
لو لم يكن ذلك لما ضرب الله به المثل لآكل الرّبا حيث يقول: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ
. فهذا شيء واضح. قال: ثم وقفنا على رجل مصروع، فقلت له: أرأيت هذا الصّرع، تزعم أنه من شيطانه؟ قال: أمّا هذا بعينه فلا أدري أمن فساد مرّة وبلغم، أم من شيطان؛ وما أنكر أن يكون خبط شيطان وصرعه، وكيف لا يجوز ذلك مع ما سمعنا في القرآن؟.
قال: وسمعته، وسأله سائل عن رجل هام على وجهه، مثل عمرو بن عديّ صاحب جذيمة الوضاح «2» ، ومثل عمارة بن الوليد «3» ، وطالب بن أبي طالب، فقال: قد قال الله: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ.
وأنا أعلم أنّ في الناس من قد استهوته الشياطين، ولست أقضي على الجميع بمثل ذلك. وقد قالوا في الغريض المغنّي «4» ، وسعد بن عبادة وغيرهما، وهذا عندنا قول عدل.