قال اللهُ - عز وجل -: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النجم] يعني: جِبرِيلَ - عليه السلام -، {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النجم]. وجنة المأوَى: اسْمٌ لِجِنْسِ الجِنَانِ، وسُمِّيَت مَأْوَى؛ لأنها مَأْوَى أَهْلِ الجَنَّةِ.
(745) أخبرنا أبو الحُسَيْن ابنِ بِشْرَان العَدْلُ -ببغداد-، أخبرنا أبو جَعْفَر الرَّزَّاز، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، حدثنا يُونُسُ بنُ محمد المُؤَدِّب، حدثنا شَيْبَانُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن النَّحْوِيُّ، عن قَتَادَةَ، قال: حدثنا أَنَسُ بنُ مَالِك، أَنَّ مَالِكَ بنَ صَعْصَعَةَ، حَدَّثَهم: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ذَكَر حَدِيثَ المِعْرَاجَ، وذَكَر فِيه عُرُوجَهُ إلى السَّمَاء السَّابِعَة، وما رَأَى فِيهَا قال:
«وَرُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفيُول، وإِذَا نَبَقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَر، وإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرَانِ ظَاهِرَان، ونَهْرَان بَاطِنَان، فَقلتُ: ما هذا يا جبريل؟ قال: أَمَّا النَّهْرَان الظَّاهِرَان: فَالنِّيلُ، والفُرَات، وأَمَّا البَاطِنَان، فَنَهْرَانِ فِي الجَنَّةِ». وذكر الحديث.