ورواه عبدُ الرَّزَاق (?)، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِي، عن القاسم بن محمد قال: اجتمع أبو هريرة، وكَعْبٌ، فذكر الحديث، وذكر هذه القصة في دعوة إسحاق، عن كَعْبٍ، فَهِيَ عَنْهُ.

قال الشيخ (?): والأحَادِيثُ في مثل هذا كَثِيرة، والمُراد بها -والله أعلم- إثبات الجَنَّة له في العَاقِبَة، ونَفْي التَّخْلِيد عنه في العُقُوبة، ثم من أهل التوحيد مَن يُغْفَر لَه ابتداءً مِن غَير عُقُوبة، ومنهم مَن يُعاقَب على ذَنبه مُدَّةً، ثم تكون عاقبته الجنة، كما مضى في الأخبار المُخَرَّجَة قبلها.

وقد مضى في كتاب «الإيمان» الدَّلَالَة على أن المَعاصِي التي هي دون الشرك -وإن عَظُمَت- لا تَبْلُغ مَبلغ الشِّرك، ولا تُوجِبُ لِصَاحِبها التَّخْلِيد في النار، وآيات التَّخْليد كُلُّها في الكُفَّار، وما ورد منها في أهل الإسلام؛ فَالمُرَاد به أَنَّ ذَلِك جَزَاؤُه، وإذا أَرَادَ اللهُ -تعالى- أن يَعْفُوَ عن جَزَائِه فَعَل، والعَفْوُ عَمَّا وَرَد بِه الوَعِيد لا يكون خُلْفًا.

(602) أخبرنا أبو علي الرُّوذْبَارِيُّ، أخبرنا أبو بكر بن دَاسَهْ، حدثنا أبو داود (?) حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو شِهَابٍ، عن سُلَيْمَان التَّيْمِي، عن أبي مِجْلَزٍ، في قوله - عز وجل -: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] قال: «هِي جَزَاؤُه، فَإِن شَاءَ اللهُ أن يَتَجَاوزَ عَن جَزَائِه، فَعَل».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015