فَينخره. وقوله: «الحَافِرَة» يُقال: إلى أَمْرِنَا الأَوَّل، إلى الحَيَاة، والعَربُ تَقول: أَتَيتُ فُلانًا ثُم رَجَعتُ عَلى حَافِرَتِي أي: رَجَعتُ إلى حَيثُ جِئْت، ومِن ذَلك قَول العَرَبِ «النَّقْدُ عِندَ الحَافِرَة» معناه: إذا قَال بِعْتُكَ، رَجعت عَلَيه بِالثَّمَن. وقال بعضُهُم: «الحَافِرة»: الأَرضُ التي يُحفَرُ فيها قُبُورُهم، فَسمَّاها الحَافِرة، والمعنى: المَحْفُورَة كما قال: مَاءٌ دَافِق، أي: مَدْفُوق. وقوله: «بِالسَّاهِرَة» وهو وَجْهُ الأَرضِ، كأنها سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأن فِيها الحَيوان، نَومُهُم وسَهرُهُم».

(256) قال الفَرَّاءُ: وحدثني حِبَّان، عن الكَلْبِي، عن أَبي صَالح، عن ابنِ عَبَّاس أَنه قال: «السَّاهِرَة» الأرض وأنشد:

وفِيهَا لَحمُ سَاهِرَةٍ وبَحْرٍ ... ومَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقيمُ (?)

(257) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بَكر أحمدُ بنُ الحَسَن القَاضِي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق الصَّغَاني، حدثنا سَعيدُ بنُ أبي مَريَم، أخبرنا محمد بنُ جَعفَر، حدثني أبو حَازِم قال: سمعتُ سَهْلَ بن سَعد يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

«يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ».

قال سَهلٌ أو غَيرُهُ: «لَيس فِيها مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ».

رواه البخاري في الصحيح (?)، عن سعيد بن أبي مريم، وأخرجه مسلم (?)، عن أبي بَكر ابن أبي شَيبة، عن خَالِد بن مَخْلَد، عن مُحمَّد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015