فعففت عنه وقد قدرت ولم أزل ... آتى الأعف من الأمور الأجملا

ولقد أروح إلى الندامى لاحفاً ... للأرض هداب الإزار مرجلا

ولقد أنازعها على علاتها ... متراخياً سبط البنان مرفلا

مستهلكاً للمال في لذاته ... يمضي للذته ويعصي العذلا

وإذا لحاه العاذلون وأكثروا ... ولى وقال رؤوسكم والجندلا

عاطيته مما تعتق بابل ... صهباء أرخت عظمه والمفصلا

جريالة تحذي اللسان كأنما ... ذرت مرارتها عليها الفلفلا

طبخت بنار الشعريين ومسها ... برد الشمال فباخ منها ما علا

ومضت لها حجج فمدت دونها ... ستراً بنته العنكبوت مهلهلا

حتى إذا فضت تضوع ريحها ... وكأن تفاحاً بها وسفرجلا

وكأن نكهتها إذا هي صفقت ... مسك يخالط عنبراً وقرنفلا

طابت وأدمنها فأرخت طرفه ... فيخال أحول وهو ليس بأحولا

وأقول: ها خذها إليك وعاطني ... فيقول: هات وكان قبل يقول: لا

ما زلت أعدل بالزجاجة ميله ... حتى تقوم ميله فتعدلا

وإذا الزجاجة عقدت من صعبه ... ناولته أخرى بها فتحللا

داويته منها بها فشفيته ... وشحذت منه بالأخير الأولا

وجرت مجاريها الشمول فسهلت ... من طبعه ما خفت أن لا يسهلا

فكأنه والتاج فوق جبينه ... قمر تراءته العيون مكللا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015