وفيها جرت خصومة بين الفقيه ابن الحدّاد وبين الخصيبي (?) قاضي مصر. وكان الخصيبي (?) قد تكلّم بكلامٍ حكاه ابن الحدّاد (?) غلط فيه، (قال له الخصيبي، كم تعارضني، ماية ألف مثلك على المزابل، ولَعلّي مثلي لا يوجد! فأنكرت الجماعة كلامه. فلما كان يوم آخر خطّأه ابن الحدّاد فقال له القاضي: كم تعارضني؟ فقال له أبو بكر الحدّاد: أعارضك وأدقّ عنقك، وحسر عن ذراعيه. فأنكر ذلك كافور ولم يقل شيئاً، فسعى القاضي أن لا يحضر المجلس إلّا هو وابنه وشاهدان، وجاء أمر كافور بذلك.

فلما كان يوم السبت حُجب ابن الحدّاد، فدخل على كافور وفي يده يد ابن الحدّاد، فقال: أيّها الأستاذ، هذا العالم المفتي. فقال كافور: أيّ شيء خبّر الخصيبي ما قصّته فغضب ابن الحدّاد، فقال متمثّلاً:

فلو كنت ضَبّياً عرفت قرابتي ... ولكنَّ زنجيّاً عظيم المَشَافِر

فوضع السُّبكيّ كاتب كافور يده على فم ابن الحدّاد لئلّا يُتِمّ البيت، وقرّر الأمر على حضوره) (?) (?).

وحجّ في تلك السنة فخرج في محمله وهو/143/ يقول: خرجت من مصر وخلّيتها للخصيبي، اللَّهُمّ لا تُمِتْني في أرض غُرْبة، فحجّ ورجع، ومات بمصر في تلك السنة (?).

سنة أربع وأربعين وثلاثماية

بنى سيف الدولة الحَدَث، وأسر قسطنطين ولد الدُّمُسْتُق (?).

وفيها وُلد العزيز (?) خليفة مصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015