فقال: يا أمير المؤمنين إنه ورد إلينا الحسين في ستين (راكبًا) (?) من شيعته، وثمانية عشر من أهل بيته، فعزمنا عليهم أن ينزلوا على حكمنا، فأبَوا إلّا القتال، فوالله لقد ملنا عليهم عند طلوع الشمس، فلما كان عند الغروب جعلوا يهربون إلى غير وَزَر، ويلوذون بالأكام (?)، فواللهِ ما كان إلّا نومة نائم أو جزْر جزّار حتى ملنا على أوّلهم وآخرهم، فهاتيك/ 51/ أجسادهم مُعفَّرة، وثيابهم مُرَمَّلة، وخدودهم مصغرة، تصهرهم الشموس. زوّارهم العُقبان والرَّخَم، جيرانهم السَّبْسَب (?).
فأطرق يزيد ساعة ثم قال: لعن الله ابنَ سُمَية، أما أنا لو كنت خصمه لعفوت عنه ولرفعت (?) عنه المنون مهما أستطيع (?).
وقيل: إنه لما وصل السَّبْي وعلي بن الحسين فيه نظرًا إليه فرأى حاله سيّئًا، فقال: لعن الله ابنَ سُمَية ولعن من بعث بكم في هذه الحالة علي. ثم التفت إلى علي بن الحسين وقال له: قتل الله من قتل أباك ولعنه ولعن ابن مُرجانة أي ابن عمّ، واللهِ لو كنت خصمه لعفوت عنه مهما أستطيع، ولكن هذا شيء قد قضى به الله. ثم صاح بابنَيه: معاوية وخالد، وحلّ شعرهما، وأدخل نساء الحسين إلى عند نسائه وقال: حُلّوا شعوركما (?) مع بنات عمّكنّ.
قال الراوي: فواللهِ ما سمعنا ببكاء ولا نُواحٍ أكثر ممّا كان في دار يزيد.
ثم التفت إلى الأحنف وقال: والله لو كان بين عُبيد الله بن زياد وبينهم قرابة ما فعل بهم/ 52/ هذا ولا أنفذهم إلى هذه الحالة (?).
وكان مقتله يوم الأحد عاشر المحرّم (?)، (عفا الله عنه) (?).
* * *
وفيها ولد عمر بن عبد العزيز (?) رحمه الله.