ومن المؤكّد أنه ينقل عن كتاب "المعارف" لابن قُتَيبة الدّينَوَريّ، و "الطبقات الكبرى" لابن سعد، و "فتوح البلدان" للبلاذُريّ، و"تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء" لحمزة الأصبهاني، و "الإنباء بأنباء الأنبياء" (?) للقُضَاعيّ.
ومن المحتَمَل -إنْ لم يكن من المرجَّح- أنه اطّلع على مصادر أخرى، ونقل عنها، إذ جاءت رواياته لبعض الأحداث والأخبار مطابقة لِما جاء فيها، مثل: "تاريخ اليعقوبي" و "البدء والتاريخ" لابن طاهر المقدسي، وكتاب "العنوان" المعروف بتاريخ المنبجي (?)، و "مروج الذهب" للمسعودي، و"صلة تاريخ الطبري" لسعيد بن البطريق، و"تكملة تاريخ الطبري" للهمداني، و"أخبار مصر" لابن ميسّر، و "العيون والحدائق في أخبار الحقائق" لمؤرّخ مجهول، و"أنساب الأشراف" للبلاذُري، و "السِّيَر والمغازي" لابن إسحاق، و "السيرة النبوية" لابن هشام، و "الأوائل" للعسكري، و"تاريخ حلب" للعظيمي، و "تاريخ الموصل" للأزدي، وغيره.
وفي حوادث سنة 589 هـ. يذكر أنه "حُكي عن ابن العميد، عمّن سمعه، أنه ورد من ملك الحبشة كتاب إلى سيف الإسلام صاحب اليمن" (?)، ولم يوضح من هو "ابن العميد"، وهو غير "المكين أبي المكارم جرجس ابن العميد" المولود سنة 602 والمتوفى سنة 672 هـ.
وفي السنة 589 هـ، أيضًا يُثبت نصّ كتاب "القاضي الفاضل" إلى الملك الظاهر الأيوبيّ صاحب حلب بالتعزية بوفاة الناصر صلاح الدين (?)، ما يعني أنه كان على اطّلاع بالمكاتبات الديوانية.
ويتّضح ممّا بين أيدينا من مادّةٍ تاريخية أن المؤلّف واسع الاطّلاع، دلّت عليه الشمولية في تناوله للأحداث في المشرق والمغرب على السواء، فهو يتناول أخبارًا عن الهند، وبلاد خُراسان، والبلغار، والقُسطنطينية، وبلاد الروم، والعراق، والحجاز، وحضر موت، واليمن، وبلاد الشام، وقبرص، وأقريطش، وصقلّية، ومصر، والتوبة، وبرقة، والقيروان، والمغرب، والأندلس، وهذا التنوّع المكانيّ