قال ذلك ابن إسحاق (?) وقيل: بأرض كنعان أهل مواشٍ وبرّية قاله مجاهد وقتادة (?)، وقيل إن يعقوب دخل مصر هو ومن معه من أولاده وأهاليهم وأبنائهم يوم دخلوها، وهم أقلّ من مائة, وخرجوا يوم خرجوا وهم زيادة على ستمائة ألف, كما روي عن محمد بن كعب القرظي (?) وعبد الله بن مسعود, وقولُهُ: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} أي: أفسد ما بيني وبينهم، وحمل بعضنا على بعض (?) , {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} من الأشياء, ومن لطفه وصنعه أن أخرجني من السجن, وجاء بأهلي من البدو ومن بُعدِ الدار، وبعد ما كنت فيه من العُبُودية والرِّق والإسار (?)
, إن ربي هو {الْعَلِيمُ} بمصالح خلقه وغير ذلك لا يخفى عليه مبادئ الأمور وعواقبها, الحكيم في تدبيره. {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَاوِيلِ الْأَحَادِيثِ} قال يوسف بعد أن جمع الله إليه أبويه وبسط له من الدنيا ما بسط ومكنه في الأرض, متشوِّقًا إلى لقاء آبائه الصالحين: رب قد آتيتني من ملك مصر, {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَاوِيلِ الْأَحَادِيثِ} , يعني من عبارة الرؤيا يعد به نعم الله عليه وشكراً له عليها، يا {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يا خالقها وبارئها, أَنْتَ تليني فِي دنياي على من عاداني وأرادني بسوء بنصرك, وتغذوني فيها بنعمتك, وتليني في الآخرة بفضلك ورحمتك, {توفني مسلمًا وألحقني} (?)
بصالح آبائي إبراهيم وإسحاق, ومن قبلهم من أنبيائك ورسلك, وقيل: إنه لم