والبشير: يهوذا بن يعقوب (?)، أخا يوسف لأبيه, قال ابن عباس (?): البشير البريد, وهو قول الضحاك (?) ومجاهد (?)،
قال السدي (?): قال يهوذا: أنا ذهبتُ بالقميص، ملطّخًا بالدم إلى يعقوب, فأخبرته أن يوسف أكله الذئب، وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره أنه حيٌّ, فأفرحه كما أحزنته (?). وقولُهُ: {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ} يقول: البشير ألقى القميص على وجه يعقوب. وقولُهُ: {فَارْتَدَّ بَصِيرًا} أي: فرجع وعادَ مبصرًا بعينيه، بعد ما كان قد عمي, قَالَ {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} أي: قال يعقوب لمن كان بحضرته حينئذ من ولده: ألم أقل لكم أنه سيردّ عليّ يوسف، ويجمع بيني وبينه، وكنتم أنتم لا تعلمون من ذلك ما كنت أعلمه، لأن رؤيا يوسف كانت صادقة، وكان الله قد قضى أن أخِرَّ أنا وأنتم له سجودًا، فكنت مُوقنًا بقضائه (?).
وقوله تعالى: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} أي: قال ولد يعقوبَ الذين كانوا فرَّقوا بينه وبين يوسف: يا أبانا سل لنا ربك يعفُ عنَّا، ويستر علينا ذنوبنا التي أذنبناها فيك وفي يوسف، ولا يعاقبنا بها في القيامة، {إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} فيما فعلنا به وبك, فقد اعترفنا بذنوبنا، قال يعقوب: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} أي: سوف أسأل ربي أن يعفو عنكم ذنوبكم التي أذنبتموها