كأن يكون طالباً ممنوعاً مدفوعاً, فكان ذلك يكون شاهداً على كذبه (?). وقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ} خبر عن زوج المرأة, وهو القائل لها: إن هذا الفعل من كيدكن, أي: من صنيعكن, أي: من صنيع النساء (?)، {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} , وقيل: إنه خبر عن الشاهد إنه القائل ذلك (?).

وقد تضمنت الآيات البيان عما توجبه إخلاص العبادة من الألطاف التي يعتصم بها من المعصية, وإن وقع صاحبها في شدة منازعةٍ، وحال خدعة, والبيان عن ما يوجبه مكر النساء من البهت بطرح الجرم على غير صاحبه, لتبرئة النفس من ذلك, مع إدعاء أن جزاءه السجن، والعذاب الأليم, وهو بمدعيه أحق وله ألزم, والبيان عما يوجبه نفع الاستدلال من تمييز التقي من الفاجر, والحق من الباطل فيما قذف به يوسف-عليه السلام, حتى ظهرت براءته فيما قيل فيه، ونسب إليه, والبيان عما يوجبه دلالة العادة, من أن الذي شق قميصه من دبره، هو الهارب من الأمر, كما أن الذي توجد الضربة في ظهره هو: المنهزم من الحرب, والبيان عما أخرجه البرهان من إضافة الفاحشة إلى غير صاحبها بالبهتان فرُدت على مقترفها, وبرِئَ منها المنزه عنها.

القولُ في الوقفِ والتمامِ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015