إلى مصر, لأنهم خافوا إن علموا أنهم اشتروه بما اشتروه به أن يطلبوا منهم فيه الشركة (?)

, وهو معنى قول مجاهد والسدي, وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأسرّه التجار بعضهم من بعض (?)، وهو أيضاً يروى عن مجاهد، وقال قتادة: وأسروا بيعه (?)، وقيل: إنما عني بقوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} إخوة يوسف, أنهم أسروا شأن يوسف أن يكون أخاهم, قالوا: هو عبد لنا (?)، وهو معنى قول ابن عباس: والبضاعة: القطعة من المال, من بضعت الشيء إذا قطعته (?)، ومنه المبضع من المال, لأنه يقطع به العرق، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (?) والله ذو علم بما يعمله باعة يوسف ومشتروه في أمره, لا يخفى عليه من ذلك شئ لو يشاء لغيره, ولكنه نزل تعبير ذلك ليمضي فيه، وفيهم حُكمه السَّابق, وليرى إخوة يوسف ويوسف وأباه, قدرته فيه (?)،

وهذا وإن كان خبراً من الله عن يوسف, فإنه تذكير من الله لنبيه محمد-صلى الله عليه وسلم, وتسلية منه له عما كان يلقى من أقربائه وأنسابه المشركين من الأذى, يقول تعالى ذكره له: فاصبر يا محمد على ما نالك في الله, فإني قادر على تغيير ما ينالك به هؤلاء المشركون, كما كنت قادرا على تغيير ما لقي يوسف من إخوته, ولم يكن تركي ذلك لهوان يوسف علي, ولكن لما مضي علمي فيه وفي إخوته, فكذلك تركي تغييرَ ما ينالك به هؤلاء المشركون لغير هوان بك عليَّ, ولكن لسابق علمي بتكذيبهم, ثم مصير أمرك وأمرهم إلى علوك عليهم وإذعانهم لك, كما صار أمر إخوة يوسف إلى الْإِذْعَان لِيُوسُف بِالسُّؤْدُدِ عليهم وعلوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015