يعقوب ذلك لأنه قد كان تبين من إخوته له قبل ذلك حسدا (?). وقولُهُ تعالي: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} , يقول تعالي مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف, هكذا كما أراك ربك الكواكب, والشمس والقمر سجودا, فكذلك يصطفيك ربك (?)، {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَاوِيلِ الْأَحَادِيثِ} قال: عبارة الرؤيا, وهو معنى قول ابن زيد (?)، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عليك} بِاجْتِبَائِهِ إِيَّاكَ وَاخْتِيَاره وَتَعليمه إِيَّاكَ تَاوِيل الْأَحَادِيث (?) , وهو ما يؤول إليه المعنى من فقه الحديث الذي هو حكمه, {وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ} أي: على أهل دين يعقوب وملته وذريته وغيرهم (?)،
والآل يجمع القرابة والعشيرة, {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} باتخاذه إبراهيم خليلا, وَتَنْجِيَته مِنَ النَّار، وَفَدْيِهِ إسحاق بِذِبْحٍ عَظِيم (?)
هذا نحو ما روي عن عكرمة (¬7)، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ} بمواضع الفضل، ومن هو أهل للاجتباء والنعمة, {حَكِيمٌ} في تدبيره خلقه (¬8).