قد سبق ذكره فِي الْأَيَّام النورية ووفادته وافادته وإبداؤه فِي مذكرة الْآدَاب واعادته وَهُوَ من أدباء الْموصل وشعرائها بل من فصحائها وظرفائها وَهُوَ مطبوع وَكَلَامه مَصْنُوع وَقَوله مَقْبُول مسموع مدره مفوه وَله نتف وطرف ونكت وكل الْفضل فِيهِ مَجْمُوع وَله شعر وَرُبمَا ندر لَهُ فِي الْجَوْدَة مَقْطُوع وَلما جمعني وإياه من نِسْبَة الْأَدَب تشبث بِي دون الْجَمَاعَة وَكنت أجاريه فِي ميدان البراعة وأدارية حِين أباريه فِي الصِّنَاعَة وأحفظ قلبه أستديم حبه ووفد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين إِلَى مصر وَأهْدى النّظم والنثر واصطنعه الْملك عز الدّين فرخشاه وأنزله فِي جواره دَارا وَقرر لَهُ إحسانا دَارا وَجمع لَهُ من رفده النائل وَمن الْأُمَرَاء ذَوي الفواضل مبلغ ألف دِينَار إِذن صبح نجح أمله مِنْهُ بأسفار وَكَانَ عندنَا بالمخيم فِي العباسة فِي الْمحرم من هَذِه سنة ثَلَاث وَسبعين شَاكر فَضَائِل عز الدّين وَقد مدح السُّلْطَان بِكَلِمَة مطْلعهَا ... غَدا النَّصْر معقودا برايتك الصفر
فسر وَافْتَحْ الدُّنْيَا فَأَنت بهَا أَحْرَى ...
وَكَانَت الْأَعْلَام السُّلْطَانِيَّة صفرا لَا يُفَارق نشرها نصرا وَلكم استصحب لاستئناس جوارح الطُّيُور بِكَسْرِهَا غزاتها عقَابا ونسرا وَجعل الْعلم مفتح شعره بِالْعلمِ واغرب عَنهُ بغرابة رَأْيه الْكَلم وَأقَام حَتَّى اجتاب خلعه الاجتياب
وَكتب لَهُ الْأَجَل الْفَاضِل من عِنْده مكَاتبه إِلَى عز الدّين يحمده على اصطناعه وَرَفعه من حضيض حظوظه إِلَى يفاع ارتفاعه