.. طي الْكتاب إِلَيْهِ مِنْهُ إِجَابَة
لسلام مَوْلَانَا ابْنه عُثْمَان
وَالله قد ذكر السَّلَام وان
هـ يَجْزِي بأحسنمنه فِي الْقُرْآن
وغريبة قد جِئْت فِيهَا أَولا
فَمن اقتضاها كَانَ بعدِي الثَّانِي ... فرسولي السُّلْطَان فِي إيصالها
وَالنَّاس رسلهم إِلَى السُّلْطَان ...
وَردت الْمُكَاتبَة الْكَرِيمَة الصادرة عَن المجا لس السامية الأجلبية الْفَاضِلِيَّةِ ضاعف الله سمو جلاها ونمو أفضالها وبلوغ آمالها وسبوغ ظلالها وذل الْعَدو وَعز الْوَلِيّ ببأسها ونوالها مؤرخات بثالث عشر شَوَّال ورابع عشره ومنتصفه مشتملات على نكت الْفضل وطرفه والدر والدري المتألفين المتألقين من نظام سطور الطرس وظلام ديجور النَّفس فِي صدفه وسدفه متضمنات شكر مَا من الله بِهِ من سالف الْإِحْسَان مبشرا بِمَا أعده لنا من مؤتنفة مهديات النصائح الفصائح والوصايا الصحائح وجوامع الْكَلم الجامعة شَمل المناجح والمصالح فَأَضَاءَتْ بطلوعهن مطالع المطالب عَن سنا النجح وَأحلت لقاطف ثَمَر الْفَوْز من جنان المنى جنى الْملح وحلت مباهج المسار ومناهج المبار سافرة الْوُجُوه مسفرة الصُّبْح وتضاعف من الْأنس بمطالعة الْكتب الوحشة لما يفوت من مُشَاهدَة طلعة الْقرب وتزايدت لواعج الشوق المتمكنة من صميم الْقلب فَأَما مَا أنهاه الْمجْلس السَّامِي الْكَرِيم بعد رحيلنا من تراعه الْمُقِيم وتأثره بالبعد وتألمه وتشكيه من عَادِية الْفرْقَة وتظلمه وتأسفه على مَا قدمه من أَمر التَّأَخُّر وتندمه فَإِنَّهُ شرح بعض مَا تجدّد لنا من غيبته وأوضح طرفا مِمَّا وَجَدْنَاهُ من الوحشة عِنْد عدم الاستيناس بكريم حَضرته