.. وَمَا علمت لساني كل عَن صفة
وَلَا علمتك الا فَوق مَا أصف ...
وَالله مَا تهيج البروق اللامعة والحمائم الساجعة والنسيم فِي الآصال إِذا خطر لَهَا ذكر أَيَّام الْوِصَال مَا تهيج هَذِه الْكتب وَإِنَّهَا لتلقح من سحب الْعُيُون مَا لَا تلْحقهُ مؤلفات السحب ... هَل الدَّهْر يمْضِي فِي هواكم كَمَا أرى
حنين وتذراف الدُّمُوع الهواطل ...
وَبِالْجُمْلَةِ كل دم حقنه الْمولى بجهاده قد أجراه دمعا ببعاده وَذكر الْمولى الشتوة وَأَنَّهَا رُبمَا كَانَت للقاء ميعادا ... يَا برد ذَاك الَّذِي
قَالَت على كَبِدِي
منى أَن تكن حَقًا تكن أحسن المنى
أعيش بهَا فسوغوني المنى
وَقد ينعش الله الْفَتى بعد عَثْرَة
ويصطنع الْحسنى سراة بني عجل
سقى الله دَارا شوقتك لغَيْرهَا
فأدنتك نحوي يَا زِيَاد بن عَامر
أصايل قرب أرتجي أَن أنالها
بلقياك قد زحزحن برد الهواجر ...
والمملوك الْآن يعالج من الأشواق غريمين كريمين غَرِيم ينْزع بِهِ إِلَى كعبة الْحرم وغريم يرجع بِهِ إِلَى كعبة الْأُمَم ... لَو سرت من ذَا إِلَى هَذَا وَكَيف بِهِ
مَا سرت من حرم الا إِلَى حرم ...
فصل مِنْهُ
عرف الْمَمْلُوك نعْمَة الله بسلامة الْمولى وَأَهله وَإِخْوَته وَبني إخْوَته وَالْمولى وَلَده والرفقاء من حَاشِيَته وَمَا يَتَوَلَّاهُ الله بِهِ من إعزاز أوليائه واذلال اعدائه وَمَا كَانَ فِي سفر الشَّام من الْخَيْر والخيرة وَمَا لبس الفرنج لعزمه من الكآبة والحيرة وَمَا يراسل بِهِ تعريضا وَتَصْرِيحًا من الْمُشَاركَة والمسالمة وَمَا سيرة فِي الرسَالَة العراقية من الْهَدِيَّة وَمن عين للرسالة وَحَدِيث مَا يلْزم الخزانة من المغارم وَقد قَالَ أحد وزراء الرشيد رَحمَه الله وَقد أَرَادَ سفرا إِلَى إِحْدَى غَزَوَاته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تكْثر الكلف قَالَ وَمَتى قلت