وَحَدِيث قَاضِي دمشق لَا يعجل فِي أمره وَلَا يسْتَبْدل بِهِ بعد ظُهُور الْخيرَة فِيمَن تقدمه فالمنصب كَبِير وَجمع شَرط الِاخْتِيَار عسير وإيلام قلب رجل قد شَارف مُنْتَهى عمره مَعَ كَونه لم يظْهر مِنْهُ مَا يذم من أَثَره مِمَّا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ
ونوبة الْعَدو فِي الرملة فقد كَانَت عَثْرَة علينا ظَاهرهَا وعَلى الْكفْر بَاطِنهَا ولزمنا مَا نسي من اسْمهَا ولزمهم مَا بَقِي من غرمها وَلَا دَلِيل أدل على الْقُوَّة من الْمسير بعد شَهْرَيْن من تَارِيخ وقعتها الى الشَّام نَخُوض بِلَاد الفرنج بالقوافل الثَّقِيلَة والحشود الْكَثِيرَة والحريم المستور وَالْمَال الْعَظِيم الموفور
فَالَّذِي تضمنه كتاب صَاحب منبج والحلبيين والمواصلة فَمَا هُوَ الا ظن توهمه أَو نقل ناقل يجب أَن نتهمه فَأَي سَبَب يحمل قوما قد أفردتهم الْأَيَّام بلذاتهم وَقَامَ الْمولى بَينهم وَبَين أهل معاداتهم يسهر وهم ضاجعون ويتعب وهم وادعون ثمَّ أَنهم قد جربوا ولدغوا وطلبوا فَمَا بلغُوا وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيثِ المرجم
حاطه الله بِعَيْنِه وعونه وصان رِدَاء الْإِسْلَام من كل جاذب وحادث بصونه وَلَا أعدم اله الْخلق مِنْهُ مولى يعدمهم الاصعبين الْخَوْف والعدم وَلَا زَالَ ناقدا فِي الأمتين الْعَرَب والعجم المرهفين السَّيْف والقلم الْمَمْلُوك يبْدَأ فِي كل كتاب خطاب بشكر الله تَعَالَى على مَا وفْق سُلْطَان هَذِه الْأمة لَهُ من الصّلاح وَاسْتَعْملهُ بِهِ من الصَّوَاب فِي إِقَامَته هَذِه وَالظَّاهِر والخفي من تَدْبيره وأجراه على أَكثر من عاداته وأسكن الرعب فِي بقلوب عداته واستخدم أترابه مُلُوك الزَّمن وساداته وَأَرَادَ بِهِ الْخَيْر وَأَن يخَاف من أَرَادَهُ بِهِ رادا