البرق الشامي (صفحة 42)

بِمصْر على النّيل فِي جوَار الصِّنَاعَة وَهُوَ مَعَ تصوفه وتصونه وتحمله وتجمله لَا يضن ببذل الِاسْتِطَاعَة

وَطَابَتْ لي مصر فِي السنتين فاستوحشت لَهَا عِنْد الإزماع للبين وَمِمَّا نظمته فِي الشوق إِلَى مصر بعد مفارقتها (الرمل)

سَاكِني مصر هُنَاكُم طيبها

إِن عيشي بعدكم لم يطب

لَا عدمتم رَاحَة من قربهَا

فَأَنا من بعْدهَا فِي تَعب

لَا تركت الغمض يغشى ناظري

لَا وَلَا طيب الْكرَى يأنس بِي

لَا وَأَيَّام اجتماعي بكم

إِنَّهَا كَانَت زمَان الطَّرب

أَنْتُم روحي وَأَنْتُم منيتي

أَنْتُم سؤلي وَأَنْتُم أربي

لَيْتَني لما دَعَا دَاعِي النَّوَى

بِي من بَيْنكُم لم أجب

وأنخت العيس فِي أبوابكم

ولأجواز الفلا لم أجب

وتصبرت على عتبكم

وتلومت بِتِلْكَ العتب

بعد الْعَهْد بأخباركم

فَابْعَثُوا أخباركم فِي الْكتب

لَيْت مصرا عرفت أَنِّي وَإِن

غبت عَنْهَا فالهوى لم يغب

فَمَتَى أظفر من قربكم

يَا أخلاي بنجح الطّلب

وَمَتى أحصل بالوصل على ال

وَاصل المرتقب المقترب

وَمَتى أطلع فِي أفقكم

قمرا يجمع شَمل الشهب ...

وَقلت فِي أثْنَاء أنشأته عَن السُّلْطَان (مُتَقَارب)

تذكرت فِي جلق داركم

بِمصْر فيا بعد مَا بَيْننَا

وَمَا أَتَمَنَّى سوى قربكم

وَذَلِكَ وَالله كل المنى

يدل نسيمكم بالأريج

عَلَيْكُم وبرقكم بالسنا

لكم بالجناب وَطيب الْمقَام

وَحسن النَّعيم بِمصْر الهنا

فحثوا النسيم لإبلاغه

سلامكم فِي النَّوَى لَا ونى

ودلوا على الرّوح قلبِي فقد

عناني لأشواقكم مَا عَنَّا

وَإِنِّي فَقير إِلَى وصلكم

وَمن نَالَ ذَلِك نَالَ الْغنى ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015