.. أنهاب المحامد بالعطايا
ووهاب المسرة للحزين
الا يَا كعبة للفضل أضحى
إِلَى أَرْكَان دولته ركوني
حجاة وحجرة لمساجليه
مقَام الْحجر مِنْهُ والحجون
تَقِيّ الدّين أَن حَدِيث فضلي
لمن يصغي إِلَيْهِ لذُو شجون
فعتبى للزمان على اهتضامي
وشكوى من جُنُون المنجنون
وَلست أرى سوى علياك تاجا
يَلِيق بدر مدحتي الثمين ...
واهتم السُّلْطَان بعد ذَلِك بافاضة الْجُود وتفريق الْمَوْجُود وافتقاد النَّاس بالنقود والنسايا الصادقة الوعود وجبر الكسير وَفك الْأَسير وتوفير الْعدَد وتكثير المدد وتجديد الجدد وتقوية الضَّعِيف وتفرقة المَال العائدة بالتأليف وتعويض مَا وَقت من الدَّوَابّ ونفق من العراب وترب من الْأَصْحَاب بالعطاء الْحساب الهامي السَّحَاب فَمَا شكا أحد ضَرَرا وَمَا حكى مقدم غررا بل سلوا مَا نابهم لما فقدوا دوابهم حِين حصلوا على أحسن مِنْهَا أَجود وأحمى وَأجل وَأجْلَد
وَقعت المنافسة بَين الحلبين مدبري الْملك الصَّالح وَاسْتولى على امْرَهْ الْعدْل ابْن العجمى ابو صَالح وَكَانَ مرهوب الشذاه مشبوب الشَّبَاب مخوف الْبَطْش مخشى النهش لَا يلْزم طوره وَلَا يعلم اُحْدُ غوره وَلَا يجرع سوى مريره وَلَا يطلع على سَرِيره وَلَا يفضى عَن كبيره وَلَا صغيره وَلَا يرضى امرا فَوق امْرَهْ وَلَا يُرِيد الا الاستبداد بخيره وشره وَكَانَ سعد الدّين كمشتكين الْخَادِم مقدم الْعَسْكَر وامير المعشر وكبير الْمَحْشَر وعظيم المورد والمصدر وَهُوَ صَاحب حصن حارم والمقرر