وَوضع اساميها على غير المقولة والمنقولة وليزع المتلبسين بالتنجيم والشعبذة وَالْكهَانَة وليهن الْقَائِلين بهَا والقاطعين بحكمها كل الاهانة وليصن الْمَسَاجِد وبيوت الْعِبَادَات من اتخاذها حوانيت لذوى الصناعات وحلفا لذوى الخرافات ومخازن ومساكن لذوى الصَّنَائِع والتجارات ولينكر غَايَة الانكار كشف العورات لَا سِيمَا فِي الحمامات وليكف صَوت المتحدثين فِي العقائد بِمَا يوتغها وَيقطع الالسن عَمَّا يطلقهَا فِي اعراض السّلف الصَّالح ويولغها وليلتزم كل مَا يتَعَيَّن على الْمُحْتَسب وَيلْزمهُ وليعمل بِمَا يعرفهُ من الصَّوَاب وَالصَّلَاح ويعلمه من اطايب المعايش وازالة الْفَوَاحِش واصلاح المكاسب وايضاح الْمذَاهب وتبطيل الملاهي وتعطيل المناهي وتحسين العوائد وتمكين الْفَوَائِد وايجاد المراشد واعدام الْمَفَاسِد وَحفظ الاسعار والقيم وصون الاموال والعصم وابعاد اهل الريب والتهم وإبعاد أهل الظنن وإخماد نَار الْفِتَن وَمن جملَة مَا يلْزمه عمَارَة الطّرق وتنظيفها وتشييد جوانبها وترصيفها فانه متولى أوقافها والناظر فِي مصالحها ومصارفها وَيجب أَن يتولاها ويحافظ فِيهَا على شُرُوط واقفها مشمولا من الدولة بأنص عوارفها مجتنيا من النِّعْمَة من أَغضّ مقاطعها مُحْتَبِيًا من الْحُرْمَة فِي أَعلَى مراتبها معتليا من الْكَرَامَة فِي أسمى مراقيها مقتنعا بِمَا قرر لَهُ عَن الْخدمَة من وظائف المبرة ورواتب النِّعْمَة وسبيل الْوُلَاة والأمراء والشحن والنواب معاونته على مَا وليناه ومساعدته وتقوية يَده على مَا هُوَ بصدده وَإِقَامَة جاهه ومنصبه وإنجاح مقْصده فِي إنالة إربه وتنفيذ احكامه وتمكينه من نقضه وابرامه وموافقته على حبس من يرَاهُ وإطلاقه وإرهاق حد من نبا عَن الْحق ليمضي فِيهِ وارهاقه وتلبية دَعوته وإجابتها وإنالته بغيته وإصابتها وتقليده فِي مهذب التَّهْذِيب والتفويض اليه فِي مناهج التَّقْوِيم والتأديب وَالْعَمَل فِي جَمِيع ذَلِك بالامر العالي وَمُقْتَضَاهُ والاعتماد على التوقيع فِيهِ ان شَاءَ الله
لما كَانَ الْحَكِيم فلَان حرسه الله متفردا بصناعة الطِّبّ متوحدا فِي علمه مُنْطَلقًا فِي تَدْبيره بدرايته وفهمه مجربا لمداواة الامراض ومداراتها وَاقِفًا على أدلتها فِي مبادئها وغاياتها عَارِفًا بإماراتها ماهرا فِي تشريح الاعضاء وحالاتها عَالما بالعناصر الاربعة واستقصاءاتها ومتفطنا على الامزجة على اختلافها فِي أَوْقَات انحرافها واعتدالها