فَاتَ فَيهْلك يأسا وَلَا يفرح بِمَا أُوتِيَ فيطلب فِي دَار الوحشة إيناسا وَالْمَوْت طَرِيق إِلَى الْآخِرَة لَا بُد من انتهاجها والحياة حلَّة ان راقت جدَّتهَا فَمر الجديدين يسْرع فِي إنهاجها وَآيَة نفس تسكن الى قدرتها وقوتها والقدرالمحتوم جَار باعجازها وازعاجها ان لله وانا اليه رَاجِعُون وبقضائه راضون ولقدره مستسلمون لَا مرد لمراده وَلَا معَاذ من معاده وبهاء الدّين يحافظ على بهاء دينه بِمَا يلْزمه من سنة الصَّبْر الْمُؤَذّن بتسليته وتسكينه وَالله يَخُصُّهُ بتوفيقه وتمكينه
وعول فِي الحكم وَالْقَضَاء بحلب على قَاضِي الْقُضَاة مُحي الدّين بن الزكي أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي فَقضى وَحكم وَنقض وأبرم وَعقد وألزم وأنفذ وأمضى وأغضب فِي الله وأرضى واستناب فِيهَا القَاضِي زين الدّين أَبَا الْبَيَان نبأ بن الْفضل بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن البانياسي
ثمَّ انْتقل السُّلْطَان إِلَى حلب وَأقَام بالقلعة مستويا على عرش السمو والرفعة فأدار الْعدْل فِي دَاره وأفاض الْفضل بأنوائه وأنواره ووظف المكارم وكشف الْمَظَالِم وَدفع النوائب وَرفع الضرائب وَأسْقط المكوس وأغبط النُّفُوس ووفى لمن وعده وان لم يكن لَهُ كَمَا شَرط فِي الْفَتْح صنع بعداته وسعى الْقدر لَهُ فِي اعلاء اقدار سعاداته وَكتب الى أَصْحَاب الاطراف والاوساط لِاجْتِمَاع عَسَاكِر الْجِهَاد من جَمِيع الْجِهَات عِنْده للرباط وَتمّ لَهُ ملك الشَّام وسر سره بالتمام وحالفه عماد الدّين فِي الْمُوَافقَة فِي