علمت بِمَا جرى على السَّوْدَاء فَأَصْبَحت قبل الرياضة ونهض جناحها فِي مطار النَّصْر تفاديا من أَجْنِحَة تِلْكَ المناهضة
وَلَقَد كَانَت شهباء وَهِي جامحة ولبعد عهد اهلها بِالْجِهَادِ طامحة الى من يلجمها ويسرجها ليملكها الذى يتَفَرَّع من أَصله فتوح الْبِلَاد وينتجها فَلَمَّا وجدت كفؤها وهبت نَفسهَا وأطلعت لساري الْقَصْد لَهَا صبحها بل شمسها وأحمدت يَوْمهَا فذمت أمسنها ومدت يَدهَا الينا للمبايعة وَعرضت علينا مَتَاع الْمُتَابَعَة فاشتريناها بأعواض وقابلنا جوهرها بأعراض وتفرقنا بعد اللُّزُوم عَن ترَاض وَصرف دينارها منا بِدَرَاهِم وَظن من سمح بهَا حَيْثُ أبذل فذه بالاعداد أَنه حَاز الْمَغَانِم
ان الله ببركة أدعية الصَّالِحين اسْتَجَابَ منا الدُّعَاء وحقق الرَّجَاء وَيسر النعماء وَسكن بحركتنا الدهماء وكشف بِنَا الغماء وملكنا الْيَوْم الشَّهْبَاء كَمَا ملكنا أمس السَّوْدَاء وَجعل لمن يذب عَن كَلمته العلياء الْيَد الْبَيْضَاء وَكِتَابنَا هَذَا وحلب قد حلت لنا عقدَة اشكالها وأدرت لنا حلب منالها وَفتحت من بَاب الْجنان ابواب جنانها وشرعت أَبْوَابهَا للدولة ظامئة الى شرعة عدلها وإحسانها وَقد أفضنا عَلَيْهَا سِجَال الْعَوَارِض وسجام الْمَوَاهِب واعفيناها من الْمَظَالِم والنوائب واصفيناها من الشّبَه والشوائب وأزلنا عَنْهَا رسوم المعاير والمعايب ونقلنا عَن اسواقها أوساق المضار ومتاع المتاعب فأنوارنا فِي آفاقها طالعة وأشعة سنا سنتنا فِي فضائها بفضائلنا شائعة وأوامرنا فِي مملكتها نَافِذَة وأيدى ايادينا بأطواق شكرها آخذة وَاحْتَاجَ من بهَا فَبَاعَهَا بِالْعِوَضِ وَنزل عَن جوهرها بِالْعرضِ وَلما من الله علينا بالغرض وَجب علينا ان نستفتح شكره فِي الْجِهَاد بأَدَاء المفترض وَقد ربحت الصَّفْقَة وَأعْطيت بحلب سنجار ونصيبين والخابور وسروج والرقة وَمَا خرجت هَذِه الْبِلَاد عَنَّا فقد اسْتَقَرَّتْ لنا عساكرها الْمُسْتَحقَّة
وَقد من الله بِفَتْحِهَا سلما لم نكشف لحوبها قناعا وَلم نقصر لَهَا فِي مدها الْيَد