وأنسنا من ليل النَّصْر مطلع الْفجْر وضربنا عَلَيْهِ الْخيام واظهرنا بِهِ الْمقَام وأحضر السُّلْطَان بنائين وصناعا ومهندسين وَأمر بِحَفر أساس قصر يبنيه وَنصر مجتنيه وَحمد بالكف عَن الْقِتَال يقتنيه وَقَالَ ان كَانَ الْبَلَد منَازِل فهاهنا مَنَازلنَا وَبهَا تركز عواملنا وَنحن نتصرف فِي الْبِلَاد والأعمال ونقطعها للرِّجَال ونترك حلب على مَا بهَا من الْحَال وَأمر بترك الْقِتَال والاعفاء عَن النزال والعسكر تركب فِي كل يَوْم صُفُوفا وتطيل على الطلل وقوفا وَتعلق فِي اذان شراريفه من النصال شنوفا وتشعل بِنَار أَنفه عيُونا وأنوفا حَتَّى أنسنا النعشه وأنسينا الوحشة وسكنا ماكثين وركنا لَا بثين ولهونا عابثين لَا عائثين ولرسل التَّرْهِيب باعثين وَفِي عقد التَّرْغِيب نافثين وَنَذْكُر اننا من عباد الله الصَّالِحين الَّذين جعلهم الله للارض وارثين وَقد ضنت حلب بحلبها وظنت ببيضها ويلبها ورنت بأوتارها وحنت الى اوتارها وثارت لثارها وطاش نحونا حجى حجارها وَثقل علينا حصا حصارها وَنَادَتْ الاسواء على اسوارها وَسمع شفَاه سفاهها وفضع فحش أفواها وَكثر سبع سباعها وَثَبت حكم اجتماعها وَمَا فِي الْقَوْم الا من حميت حميته واهتمت همته وأبت الا الاباء أبيته وخشنت كَلمته وَكلمت خشونته وَعلمت جهلته وَعرفت نكرته وَبَانَتْ نبوته وَمَا تجافت جفوته وَالسُّلْطَان يحمل ويحلم ويتغابى وَهُوَ يعلم ويتكره ويتكرم ويعاود الاستماله ويواعد بالاقالة وَيُعِيد القَوْل الْجَمِيل ويفيد الطول الجزيل ويعين الاقطاع وَيبين الضّيَاع وينادمهم باسماء مناقبهم ويناديهم باسماء مَرَاتِبهمْ فجدوا بالاضرار وشدوا أَرْكَان الانكار وصدوا بِوُجُوه الاعراض وَقُلُوب النفار وعسوا على الْعَجم وعصوا قبُول الحكم وحاصوا وصاحوا وَبسر السِّرّ باحوا وهم يحسبون انهم يحْمُونَ الْحمى لحمام صبور ويحفظون العقيلة لمستام غيور وَمَا عرفُوا أَن صاحبهن قد أصحب بعد جمَاعه واكثب بعد الظَّن بسماحه وَرغب فِي الْمُبَايعَة وتقرب بالمتابعة وَاخْتَارَ السّلم والسلامة وآثر الْكَرم والكرامة