استحضر نور الدّين وَأخذ يَده وأوضح لجده جدده واستوثق مِنْهُ بِحلف أكده وَعقد مِيثَاق عقده وعاهده من طَاعَته على مَا عَهده وأسعده بمناه مِنْهُ وأسعده وأرشفه شفَاه شفاهه وأرشده وأقامه لملكه وَفِي دسته أقعده وَشرط عَلَيْهِ طَاعَته وَفِي كل غزَاة مُتَابَعَته ومشايعته ومبادرته عِنْد الاستدعاء وبالاستعداد ومسارعته وَكَانَ لَهُ مِمَّن صحت مناصحته ولزمت بمصافاته مصافحته وَلَا يكون لمن ينازعه على غير مصالحة مصالحته وَأَنه يعمر الْبَلَد وأعماله ويعمها بإحسانه وَيُعِيد مَا تشعث مِنْهَا الى عمرانه وَيسْقط المكوس ويغبط النُّفُوس ويبدل بالنعمى الْبُؤْس وبالبشر العبوس ويبنى العروش ويزكي الغروس ويديم لمطي المكاره وكف العظائم الرّكُوب ولنشر المكارم وكشف الْمَظَالِم الْجُلُوس ويسعي السُّعُود وينحي النحوس وَصدق الصداقة صداقك الذى جلونا بِهِ عَلَيْك هَذِه الْعَرُوس فأمدنا بالامداد وَأحل مِنْهَا أجناء الاجناد وانجاء الانجاد واحمل بحملك اعباء الْعباد واكف بحكمك بلَاء الْبِلَاد وأقم صلوَات الصلات وأدم سكنات الْحَسَنَات وحركات البركات وأد صدقَات الصَّدقَات وتنكب طرق طوارق النكبات وَأبْعد عَن مَعَاني الشُّبُهَات ومظان الشَّهَوَات وانتهز فرص الْخيرَات فَوَاتهَا قبل الْفَوات وأحي لاوليائك بآلائك موَات الْموَات ثمَّ استودعه وودعه بعد ان نور للعيون مطلعه وَنور بالعيون منبعه وهب لَهُ اغنائه بِمَا وهب لَهُ وَبِمَا فض لَهُ من ختام عطاياه فَضله وأوضح وأعذب منهجه ومنهله وَأَتَاهُ من تفضيله بجميلة وجمله
كَانَ صَدرا رحيب الصَّدْر جليل الْقدر متحببا إِلَى الْقُلُوب بكرمه متقربا إِلَى الْمُلُوك بخدمه ناصحا فِي خدمَة مخدومه مُدبرا لقلمه باقليمه حَافِظًا لاوليائه غائظا