هَانَتْ عَلَيْهِ الْحَرْب وَوصل إِلَى مَكَان السَّيْف حاسرا وَلَكِن الله لم إِلَيْهِ الضَّرْب وأبيات ابْن مُنِير الثِّيَاب عِنْد ارتياعه من ذكرهَا فان الْخَادِم وَللَّه الْحَمد وجد قلبه لما فقد الأعوان وَثَبت فُؤَاده لما قل كل فل وَفُلَان وَالله سُبْحَانَهُ ينصر الْملك النَّاصِر فان لَهُ نفسا أوجب صفقتها فِي ذَلِك الْمقَام بَائِعا ويدا لَهَا عَادَة فِي الْبَذْل كَاد السَّيْف لهول المورد لَا يكون لَهَا تَابعا
مَا كَانَت تِلْكَ الْغَزْوَة بِحَمْد الله وبركة الدولة الْقَاهِرَة الا مباركة وأصناف الألطاف بسفور سلامتها ووفور كرامتها متداركة فَإِنَّهُ وطيء موطئا غاط الْكفَّار وحقق إِلَى الْحُلُول بدارهم لعقرهم فِي عقرهَا البدار وَأحل بمعاقلهم فِي نحل معاقدهم الْبَوَار وَشن على الرملة وَهِي دَائِرَة مركزهم وَدَار تعززهم الغوار وَسَفك مِنْهُم الدِّمَاء وهتك مِنْهُم الذماء وَخرب بُيُوتهم وأحرق سقوفهم وخرق صفوفهم وأوضع إِلَيْهِم حتوفهم وَترك فِي كل قلب ومنقلب لَهُم ندبا ونادبة وَأعَاد مِنْهُم الظبي على مَنَابِر الطلى بل إلهام على أَعْوَاد القنا خاطبة واقتاد جامحهم بخزائم الاقتسار إِلَى الاسار وأطلع نُجُوم الخرصان فِي ليل الروع من سَمَاء النَّقْع المثار وَمَا انثنى عَنْهُم إِلَّا بعد النكاية فيهم وتكثير النوائح فِي نواحيهم وتثقيل الظُّهُور بِمَا نهب من عَددهمْ وَسبي من ذَرَارِيهمْ واضرام مَاء الْحَدِيد مِنْهُم فِي الوريد وتقطيع أوتار أَعْنَاقهم بنغم صليل الباتر الغريد فان اسْتشْهد من الْمُؤمنِينَ ماية فقد قتل من الْمُشْركين أُلُوف وَإِن تَأَخّر من الْمُجَاهدين ص فقد تقدّمت لَهُم إِلَى لِقَاء النَّصَارَى صُفُوف وَلم تزل فِئَة الله بسيوفه ضاربة حَتَّى عَادَتْ من تفليل الْبيض وتقصيد السمر لاغبة فقفلت آيبة لَا مسلوبة بل سالبة وَلَا مغلوبة بل غالبة وَكَانَت الطَّرِيق عِنْد الْعود من الرملة فِي وعور