فانا لما نرى من اجراء الامور احسن مجاريها واعطاء قَوس السياسة باريها ونظم أُمُور المملكة بتقليد الكفاة الاكابر فِي سلك اتساقها وَضم نشر العساكر المنصورة بتفويض أَحْكَامهَا الى مطلع شمس النَّصْر بِعَزَائِمِهِ الْمَاضِيَة المضيئة من آفَاق اشراقها عولنا على الْمجْلس السَّامِي الشمسي اسماه الله فِي التَّقَدُّم على عساكرنا المظفرة بِدِمَشْق وأعمالها المحروسة وقلدناه امرهم وشددنا بقوته أزرهم وأمرناهم ان يتصرفوا على حكمه وَأَن يجروا على رسمه وَأَن يركبُوا بركوبه ويهبوا بهبوبه وينهضوا بنهوضه وينزلوا بنزوله ويحلوا بحلوله وَأَن ينزل مفردو دمشق فِي حلقته ويخيموا عِنْد مضربه اويجتمعوا للتَّصَرُّف على امْرَهْ فِي موكبه ويصدروا عَن آرائه وَينفذ أمره على جَمِيع الْعَسْكَر مقدميه ومفرديه وأمرائه وَقد أمرناه بعرضهم وَحفظ احوالهم والزامهم بعدة اجنادهم وعدة رِجَالهمْ وَأَن لَا يغيب أحد الا باذنه لعذر وَاضح وان يَكُونُوا محتاطين مَعَه للرباط فِي الثغر المحروس لاجابة كل دَاع والهبوب لكل صائح آخذين للْجِهَاد الأهب حافظين فِي اتِّبَاع اشاراته وطاعته الادب موقنين ان أمره أمرنَا وطاعته طاعتنا وَحكمه حكمنَا وارادته ارادتنا وليسمعوا لَهُ ويطيعوه وليأتمروا لما يَأْمر بِهِ ويسمعوه وَقد قلدناه أَمر الْعَرَب جَمِيعهم ليجمعهم إِلَى النقرة المحروسة ويستدعي النازحين ويستدني قاصيهم ويستحضر حاضرهم وباديهم وَيكْتب الامان للخائفين وَيحسن إِلَى الْمُحْسِنِينَ وَيَأْخُذ على يَد المفسدين ويؤلف بَين قُلُوبهم المتنافرة ويخمد بهيبته وبأسه مَا بَينهم من نائرة الْفِتَن الثائرة وَهُوَ مُحكم فِي جَمِيع قبائل الْعَرَب وعشائرها وافخاذها وبطونها وعمائرها وَهُوَ يتولاهم ويجريهم على معتادهم فِي رسمهم ومعيشتهم وعدادهم ويرتب النواب والشحن من قبله على الْعَادة الْجَارِيَة ويحملهم على السِّيرَة الْحَسَنَة الراضية وَمن ينزل من الْعَرَب فِي بلد الفرنج فَلهُ انهاض الْعَسْكَر اليه وَشن الْغَارة عَلَيْهِ حَتَّى يتنظموا فِي سلك الطَّاعَة رَغْبَة وَرَهْبَة ويزيدوا من الْخدمَة قربا إِذا زادوا طَاعَة وقربة فليتول ذَلِك كُله بِأَمْر قَاطع وبأس قامع للأعداء وازع وعزم صَادِق صادع وحشد لشمل الْكَلِمَة الاسلامية جَامع وَعَذَاب بالمشركين والمفسدين وَاقع وَعدل شَامِل لرعاية الرّعية وَفصل رَاع قَوَاعِد العوائد المرعية المرضية حاسما بهيبته مواد الاطماع مُخْتَصًّا للمحسنين بِالْإِحْسَانِ والاصطناع كافا للمقطعين من ظلم أهل الضّيَاع والأمراء من التحيف على رِجَالهمْ فِي الْقَرار والاقطاع وسبيل الْوُلَاة والامراء والاجناد والمفردين والاصحاب والاتباع مُقَابلَة أمرنَا فِي تلقي أمره بالامتثال والاتباع فَهُوَ المطاع الامر بأمرنا المطاع والمفوض اليه أَمر الْعَسْكَر وَالْعرب فِي حالتي الِافْتِرَاق