الاسار واستباحت لَهُم معاقل وأصابت لَهُم مقَاتل وشغلت العساكر كسوبها وفيهَا للعساكر قدما شغل شاغل وَكَانَ الْعَدو رامها مستيقضه فَلم يطقها وبادرها على بَاب عسقلان فَلم يثنها عَن غَايَة وَلم يعقها بل ولاها ظَهره عجلا وفر تَحت اللَّيْل وجلا ثمَّ طرقها فِي حَال انبثاث مِنْهَا وانتشار وشغل بالنهب والاغترار وتباعد فِي الأطلاب وخفة من رجالها وخلو من الأسلحة الَّتِي احْتَاجَت فِي لباسها إِلَى لحاق أثقالها فَقتل من الْعَدو أَضْعَاف أَضْعَاف الْعدة المقتولة من الْمُسلمين وَكَانَت البادرة للْكَافِرِ والعقبة كَمَا وعد الله لِلْمُتقين وَسلم اله الْخلق من المهالك الموحشة والمجاهل المعطشة والظلماء المدهشة والافتراقات الَّتِي فِيهَا تفلل الجيوش المجيشة حفظا لدينِهِ ونعمة يجب شكرها على كل مُسلم وَإِلَّا فَإِن الْأَعْمَال موبقة والسيئات موثقة وَالْكَثْرَة أعجبت وأعجلت والثقة بِغَيْر الْقَادِر أخجلت وَلم يفقد مَعَ الْبعد فِي الْمسَافَة والتتيع بالمخافة وفقد المَاء فِي القفر وَعدم الإدلاء وَكثير من أظهر من أُمَرَاء الْعَسْكَر وأكابرها وأصاغرها الا نفر قَلِيل أكْرمهم الله بِالشَّهَادَةِ مُقْبِلين غير مُدبرين ومتقدمين غير متأخرين ومقدمين غير معذرين وَلَيْسَ فيهم من لاسمه فِي الْأَسْمَاء شهرة وَلَا من يعْتد الْعَدو أَن لَهُ بقتل مثله كَثْرَة
وعدنا فحملنا الضَّعِيف والمنقطع ورفقنا فِي السّير حَتَّى لحق المفترق بالمجتمع والأمير يَتْلُو كتَابنَا على بَيَاض الثغر وَذَوي هيئاته ويستدعي شركتنا فِي شكر الله الَّذِي هُوَ أيسر واجباته ليسكنوا أَن الْأُمُور قَائِمَة والعساكر سَالِمَة والغزوات تتصل وَلَا تَنْقَطِع والطلبات لِلْعَدو بِإِذن الله تسهل وَلَا تمْتَنع وَرَايَة هَذَا الدّين ترْتَفع وَلَا تنخفض وأنوار هَذِه الْملَّة تنبسط وَلَا تنقبض وَلَا فَلت وَللَّه الْحَمد هَذِه النُّبُوَّة عزيما وَلَا أحالت منا عَن طلب الْكَافرين غريما وَمَا عدونا مَا دلّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَمَا زادهم إِلَّا إِيمَانًا وتسليما}