.. بَين أَمر حلاوة الْعَيْش الشهي ... وَهوى أحَال طلاوة الزَّمن الْبَهِي
وصبابه لَا أستقل بشرحها
عَن حصرها حصر البليغ المدره
أأحبتي ان غبت عَنْكُم فالهوى ... دَان لقلب بالغرام موله
أنهِي اليكم أَن صبري منتىء ... بل منته والشوق لَيْسَ بمنته
أما عُقُود مدامعي فَلَقَد وهت
وأبت عُقُود الود مني أَن تهي
وَلَقَد دهيت ببينكم فاشتقتكم ... يامن لمشتاق ببينكم دهي
مَا زلت عنْدكُمْ بأرضى عيشة ... وَبقيت بعدكم بعيش أكره
أرعى نُجُوم اللَّيْل فِيكُم ساهرا ... لنجوم دمع أوجها فِي الاوجه
أما الْهوى فَأَنا مدل عنْدكُمْ ... عوفيتم مِنْهُ بقلب مدله
أبدت دموعي مِنْهُ مَا لم أبده ... وبدهت مِنْهُ أسى بِمَا لم أبده
خطب الْفِرَاق شدهت مِنْهُ وإنني ... للنائبات أَشدّهَا لم أشده
نظرى إِلَيْكُم كَانَ إثمد ناظرى ... وَبقيت أَمْرِي خلف جفن أمره
وَإِذا ألم خيالكم متأوبا ... لاقيته بتألم المتأوه
فِي شوقكم أَبَد الزَّمَان تفكري ... وبذكركم عِنْد الْكِرَام تفكهي
لَو قيل لي مَا تشْتَهي من هَذِه الد ... نيا لَقلت سواكم لَا أشتهي ... مَا كَانَ أرفه عيشتي والذها ... من ذَا الذى يبْقى بعيش أرفه
وَمن السفاهة انني فارقتكم ... من أَيْن ذُو الْحلم الَّذِي لم يسفه ...