نظام الدّين نصر بن المظفر فَإِنَّهُ كَانَ اعرفهم بِحكم الشَّرْع المطهر وأنشأت لَهُ تقليدا وخلدت ذكرهم بِهِ تخليدا
ونسخه ذَلِك
أجل الولايات شَأْنًا وأعلاها سُلْطَانا ولَايَة الشَّرْع الَّتِي بهَا تستقيم الامور ويستنيم اليها الْجُمْهُور وعَلى دعائمها ترْتَفع معالم الْحق وبمنارها تنكشف مظالم الْخلق وبأنوارها تشرق مطالع الْهدى وباظهارها تخفق مطامع الْهوى وانا لما نفترضه من مُتَابعَة الشَّرْع وملاحظة احكامه بالاحكام فِي الاصل وَالْفرع مَا نزال نحافظ على معينه العذب الصافي من الكدر والأجون ونتوخى حراسة الدهماء بهدية الْمَتْبُوع وَحكمه الْمَشْرُوع على السّكُون وَلَا نولي منصب الشَّرْع الا من يقوم بِحقِّهِ ويحيط الاذى عَن طرقه ويمزق حجب الخفاء عَن وَاضح افقه
وَلما كَانَ القَاضِي الْأَجَل الْعَالم الأوحد نظام الدّين أَبُو الْقَاسِم نصر بن المظفر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب أدام الله توفيقه موفقا للسداد مصيبا فِي الِاجْتِهَاد متحليا بالنزاهة مجليا فِي حلبة النباهة متعليا فِي ذرْوَة الوجاهة مرتديا برداء العفاف جَامعا محَاسِن الْأَوْصَاف خَبِيرا بِأَحْكَام الشَّرْع وقضاياه مَخْصُوصًا بمزاين الْفضل ومزاياه وَهُوَ من الْبَيْت المؤثل عل الرِّئَاسَة وَالْعلم والمحتد الزاكي الأرومة فِي الْمجد الوافي الْقسم عولنا عَلَيْهِ فِي تَوْلِيَة الْقَضَاء بِمَدِينَة سنجار وَالْحكم بَين أَهلهَا وَالنَّظَر فِي الْخُصُومَات وفصلها وَاتِّبَاع سنَن الشَّرِيعَة وايضاح سبلها فليتول ذَلِك بِحكم يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وَعلم يُوضح للهدى ابين الدَّلَائِل ونفاذ يدحض بِهِ شُبْهَة الْمُبْطل ويسفر بنوره وَجه الْحق المتهلل ورأي تعلو بِهِ للشَّرْع رايته وثبات تثبت بِهِ حجَّته وتقوى تقوى باستشعار اهبتها هيبته وتكمل أبهته وخشية لله عز وَجل يحسن بلزومها بهجته وتسمو بسيماها مَنْزِلَته مراقبا لله فِي كل مَا يحله ويعقده ويصدره ويورده ويقصده ويعتمده ويعلمه ويعتقده مُسْتَقِيمًا على الجدد اللاحب غير مائل عَن سنَن الْوَاجِب مسويا فِي مَجْلِسه وَنَظره بَين الْخُصُوم منتصفا من القوى الظَّالِم للضعيف الْمَظْلُوم كاشفا أسرار الشَّرِيعَة فِي الفسوخ والعقود مثبتا فِي تثبيت السجلات والعهود