وعَلى الْجُمْلَة فان الْخَادِم لم يصل بِجَمِيعِ عسكره فَإِنَّهُ رتب بِدِمَشْق شطره وَجَاء بِبَعْضِه وَبعد أَن استناب من يقوم بِالْجِهَادِ وفرضه وَعبر الْفُرَات فَلم يصل يصل إِلَى بلد إِلَّا تسلمه سلما وتولاه حلما وتملكه سهلا وَلَقي بِهِ أَهلا فَكَأَنَّمَا وصل إِلَى بَيته ورعيته وأجناده مستبشرون بخدمته كَذَلِك الى الْموصل لم يشهر سَيْفا وَلم يقْصد لعَدوه من فتح حتفا
وَلما وصل الرُّسُل وَجرى حَدِيث الصُّلْح خَافَ النَّاس من استتبابه وَقدم كل مِنْهُم على مكاشفة المواصلة واشفق من عُقبى الْأَمر وعقابه فَمنهمْ من شرع فِي اصلاح أمره مَعَهم وَمِنْهُم من حذر على اهله فأخفى شخصه لِئَلَّا يسلمهم للظلمة ويدعهم على أَن الْخَادِم لم يكن متكثرا بِمَا جَاءَ مِنْهُم فِي الِابْتِدَاء وَلَا متأثرا بِمن فَارق فِي الِانْتِهَاء وَهُوَ فِي نصر الله وتأييده قوي الرَّجَاء
وَاتفقَ وُصُول الْكتب من الْيمن باستشعار حطَّان فِي زبيد من الْجَمَاعَة الَّذين ندبوا فَمَضَوْا اليها وغلبوا ووصلت أَيْضا كتب مصر بظفر الاسطول وَعوده بالسؤل فختمت الْكتاب إِلَى ديوَان الْعَزِيز بالخبرين وجلوت فِيهِ سنا الظفرين بِفضل مِنْهُ وَهُوَ
وَمن جملَة نعم الله الَّتِي نحمده على اتمامها ونسأله فِي مزيدها ودوامها وُصُول المبشر من الْيمن بِفَتْح زبيد وان حطَّان بهَا أبق اباق العبيد وَأَن الْكَلِمَة فِيهَا قد اتّحدت والقلوب قد اتّفقت والعصبة العصية تَفَرَّقت ومطالع الدولة بأنوار الطَّاعَة الامامية أشرقت
وَقد كَانَ الْخَادِم جهز إِلَيْهَا جَيْشًا من مصر لتمهيد أمرهَا وتقوية ثغرها واخراج من خرج بهَا مِنْهَا وابعاد من بعد عَن رشده عَنْهَا فَجرى الامر على وفْق المُرَاد واستن الْغَرَض فِي مَسْلَك النجاح وانتظم فِي سلك السداد وَالْحَمْد لله على ذَلِك حمدا يديم لنضارته وغزارته حلي الأزديان وحلب الازدياد وَمن جملَة البشائر الْوَاصِلَة من مصر