.. أمروا الضُّحَى أَن يَسْتَحِيل لأَنهم ... قَالُوا لشمس خدورهم لَا تطلعي
تَحْمِي قبابهم ظَبْي فِي كلة ... وتذود عَنْهُم أسْهم فِي برقع
قل للبخيلة بِالسَّلَامِ تورعا كَيفَ استبحت دمي وَلم تتورعي
وبديعة الْحسن الَّتِي فِي وَجههَا ... دون الْوُجُوه عناية للمبدع
بَيْضَاء يدنيها النَّوَى ويحلها ... اعراضها فِي الْقلب ألطف مَوضِع
مَا بَال مُعْتَمر بربعك دائبا ... يقْضِي زيارته بِغَيْر تمتّع
كم قد هجرت إِذْ التواصل ... مكثب وضررت قادرة على أَن تنفعي
مَا كَانَ ضرك لَو غمزت بحاجب ... عِنْد التَّفَرُّق أَو أَشرت بإصبع
ووعدتني أَن عدت عود وصالنا ... هَيْهَات مَا أبقى إِلَى أَن تَرْجِعِي
هَل تسمحين ببذل أيسر نائل ... أَن أشتكي وجدى إِلَيْك وتسمعي
أَو شاهدى جسدى ترى أثر الْهوى ... أَو فاسألي إِن شِئْت شَاهد أدمعي
فالسقم أَيَّة مَا جن من الجوى ... والدمع بَيِّنَة على مَا أَدعِي
فتيقني أَنِّي بحبك مغرم ... ثمَّ اصنعي مَا شِئْت بِي أَن تصنعي
يَا صَاح هَل أَبْصرت برقا خافيا ... كالسيف سل على أبارق لعلع
برق إِذا لمع استطار فُؤَاده ويبيت ذَا قلق إِذا لم يلمع
فسقى الرّبيع الجون ربعا طالما ... أَبْصرت فِيهِ الْبَدْر لَيْلَة أَربع
وعلام استسقى لَهُ سيل الحيا ... يَكْفِيهِ مَا يسْقِيه فيض الأدمع ...