وَلما أَخذ النقابون مواضعهم شَاهد الْقَوْم مصَارِعهمْ فَمَا زَالَت المعاول تعول والجنادل تتخلخل والنقاب يعْمل واخراب بَيت الأحزان فِي تبييته يعجل حَتَّى استقامت النقوب واستنامت الْقُلُوب وخطب الْخطب مِنْهَا نِكَاح كفاحها وعط العطب بهاء رِدَاء رداحها ظن أالنقب استتم واستتب وَأَنه كَمَا تهوى الْقُلُوب فِي قالب الْهوى للصَّوَاب صب وَلم يعلم أَن الْبكر بعذرتها لم تفتض وَأَن الْحَائِط بحوطته مَا آن أَن يرفض وَأَن الْجِدَار برمتِهِ مَا يُرِيد أَن ينْقض فشب لما شب نَارا وقر رُكْنه بنكره قرارا فأعيد عَلَيْهِ النقب مرَارًا وَيزِيد درس الدُّرُوس فِيهِ تَكْرَارا وَحرقت النقوب صفا فَكلما استكملت ضعفا استكملت ضعفا وَأَتَتْ عَلَيْهَا سِتَّة أَيَّام من جَانب الْكفْر للعطب تخشى وَمن جَانب الْإِسْلَام بالحطب تحشى وَلكم ترمدت النَّار وَمَا تردم الْجِدَار وَمَتى رضت نَار رضوى وَهل يذبل من عدوي وَمَا كَانَ السُّور إِلَّا كَأَنَّهُ مفرغ من الْحَدِيد أَو ثَانِي سد ياجوج وماجوج الشَّديد وأشفق الْمُسلمُونَ من الْبَأْس وَظن نجاة الأنجاس فتدارك الله الْأَرْوَاح وتلافاها من التّلف وجلا عَن وَجه الْإِيمَان سدفة الكلف وأعيدت النقوب على الْمَوَاضِع بعد بردهَا وَأخذت العزائم بترك هزلها وَالْحَمْد لله الَّذِي نصر الْحق وَأَهله وأدال الْبَاطِل وأذله تمّ الْجُزْء الثَّالِث من كتاب الْبَرْق الشَّامي بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه يتلوه السُّلْطَان بِفَتْح هَذَا الْحصن وَالله الْمُوفق للصَّوَاب وَالْحَمْد لله وَحده وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه وَسَلَامه 0 الْبَرْق الشَّامي