لَدَيْهِ صَافِيَة وملابس النعمى عَلَيْهِ ضافية وأمداد الْحسنى لَهُ وافية والية متوافية دَالَّة على الْبشَارَة بِمَا سناه الله وأسناه وولاه وأولاه من الظفر الهني والنصر السّني وثمر الْعَزْم الجني وَمَا من بِهِ من كسر الفرنج واسرهم وقهر قوامصهم وقسرهم وَمَا أسفرت عَنهُ عَاقِبَة عقوبتهم فِي خسرهم وَمَا أذهبه الله من يسرهم وَقدره من عسرهم
وَذَلِكَ أَن ملك الإفرنج حشر حشود ضَلَالَة وأبطال بَاطِلَة وحشد جيوشه من بره وبحره وساحله وَقدم بفارسه وراجله وقناه وقنابله وظباه وعوامله وذؤبانه وذوابله واستتبع عَبدة الطاغوت واسترفع صَلِيب الصلبوت وزحف فِي ألف رمح وَعشرَة الآف مقَاتل مَا بَين فَارس تركبلي وراجل سرجندي وحامل عدَّة للْمَوْت حَامِل وشارع عَامل بِالشَّرِّ عَامل وكل دراع داعر ومراوغ مغاور وَفَارِس فَارس وَسبع عَابس وَذي طوارق بالأذى طوارق وسوابق إِلَى الْمَوْت سوابق وَوصل فِي هَذَا الْجمع المجر الجم الْجَمْر يَوْم الْأَحَد ثَانِي الْمحرم وَقرب فِي بانياس من المخيم وَكَانَ مُعظم الْعَسْكَر الْمَنْصُور قد ادَّلَجَ لَيْلًا مَعَ العلافة إِلَى ضيَاع للفرنج وناوشوها وشعثوها واسعروا نَار الْحَرْب وأرثوها ووافى إِلَيْنَا دَاع مستصرخ فأصرخناه ولبيناه وضممنا إِلَيْنَا الْعَسْكَر الْحَاضِر وعبيناه وسرنا ناهضين وكرنا راكضين ووافيناهم وَالشَّمْس فِي الطِّفْل محجوبة القسطل وَالْأَجَل عَاد على الأمل والقنا راعف بالنجيع القاني والمنايا هازئة بالأماني والعناء سَائِر إِلَى الْأَسير العاني وَقد سَالَ بالدماء سيل الدأماء واعتقلت الْأسود الهائجة الأساود إِلَى الهيجاء وَالْخَيْل تجول وتجور والخيالة تنوء بالردى فِي ردائها وتنور والجماجم من حر الجلاد تفوت وتفور وحمائم الْحمام تجول حول الْحمى من حماة الروع وتحور وَالْبيض محمرة والسمر مغبرة وغران الزغف بورق الْحَدِيد مخضرة ووجوه الشجعان من شحوب الاحن مصفرة وثغور الْمنون من نيوب النوائب مفترة والأرواح للْفرق مضطربة والأشباح