الْبَغْدَادِيّ بِدِمَشْق فِي الْمحرم من هَذِه السّنة
كَانَ الْمُهَذّب بن النقاش كنعته مهذبا وَمن الْمُلُوك لِتَفَرُّدِهِ بفضله مقربا وَهُوَ فِي فنه مبرز وَملك الشَّام بمحاسنه مطرز من شدا شَيْئا من الطِّبّ يتبجح بأه قَرَأَ عَلَيْهِ وَتردد لاستفادته اليه وَقد راضته الْعُلُوم الرياضية وحكمت أخلاقه المعارف الْحكمِيَّة وفقد فقيد الْمثل وَعَاد بعده خصب فنه فِي الْفضل إِلَى الْمحل
وَكنت أعلمها بعلمي بوفاة الْمُهَذّب رَحمَه الله فليت علمي كَانَ بِهِ جهلا وليت أخلاقه تسليني عَنْهَا أَن اسْتثْنِي مِنْهَا بَالا (الوافر)
وليت الشامتين بِهِ فدوه
وليت الْعُمر مد بِهِ وطالا ...
وَهَذَا الْمُصَاب فَهُوَ المنهل المورود وَيَوْم الْيَوْم الْمَوْعُود الَّذِي يَسُوق إِلَى الْيَوْم الْمَشْهُود على من تَأَخّر لمن تقدم من أخلائه وَيعلم أه تَابعه إِن لم يكن من رفقائه ونسأل الله الْخيرَة فِي المنقلب والأمن يَوْم الرهب
وَقد سبق ذكر هَذَا الْأَمِير الْكَبِير وفضله وتفضله وَطوله وتطوله وَمَا كاتبته بِهِ نظما ونثرا فِي مبدأ وُصُوله إِلَى الشَّام ونجح مساعيه لي فِي المرام وجاءنا نعيه وَنحن بحمص فجاوز اغتمام السُّلْطَان برزئه حَده وَجلسَ فِي بَيت الْخشب مستوحشا وَحده وَقَالَ لَا يخلف الدثر لي مثله صديقا بعده وأجرى مَا كَانَ لَهُ جَمِيعه لوَلَده وَحفظ عَهده وَكَانَ لجَماعَة من الْأَعْيَان وَالشعرَاء المائل والأدباء لعنايته ووساطته من السُّلْطَان رزق فأبقاه عَلَيْهِم كَأَنَّهُ عَلَيْهِ حق مُسْتَحقّ وَمن جُمْلَتهمْ رجل