أخذ مدية فوجأ بها جنبه ليموت فيستريح، فسال ذلك الماء، وذهب ما كان به من برص، فأقام أيّاما ثم دخل إلى قريش كما كان يدخل، فقال:
لا همّ ربّ وائل ونهد ... واليعملات والخيول الجرد [1]
وربّ من يسعى بأرض نجد ... أصبحت عبدا لك وابن عبد
أبرأت منّي وضحا بجلدي ... من بعد ما طعنت في معدّي [2]
وقالوا: ممّن كشح بالنار: [3] مسافر بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، كان وفد على النعمان فسقى بطنه هناك، وأصابه وضح، فقيل للنّعمان: ليس له دواء إلّا الكيّ، وخبّروه بشأن أبي عزّة، فكواه فمات.
وهو الذي قال عند الكيّ [4] :
قد يضرط العير والمكواة في النّار
فأرسلها مثلا، فرثاه أبو طالب في كلمة له طويلة:
ليت شعري مسافر بن أبي عم ... رو، وليت يقولها المحزون [5]