بتّ وكور ضخم، وخفّ جافى [1] ، فقال: أنشدك أبا أسيد بعض ما حبّرته فيك من أراجيزي. قال: هات. فأنشده أرجوزة أعرابيّة فصيحة [2] ، فبينا نحن نستحسن معانيها ونستجيد حوكها إذ قال:
أبرص فيّاض اليدين أكلف [3] ... والبرص أندى باللهى وأعرف [4]
مجلوّذ في الزّحفات يزحف [5]
قال: فصحنا حتّى قطعنا عليه إنشاده فقال عمرو: ارفقوا بشاعرنا وزائرنا؛ فإنّ أكثر الشعراء الذين توضّحت جلودهم قد افتخروا بذلك. وقد قال الشاعر [6] :
أيشتمني زيد بأن كنت أبرصا ... فكلّ كريم لا أبالك أبرص
أراد: كل أبرص كريم فقال: كاكريم أبرص. وهذا من المقلوب.
وزعم كثير من الناس أنّ ذاك البياض إنّما أصابه بسبب يمين حلف بها عند أستار الكعبة.