ثم أتى عمرو بن هند فأنشده إيّاها. قال: وكان الحارث أبرص، وكان الملك لا يملأ عينه من رجل به بلاء، فأنشده من وراء السّتر، فلما سمعها استخفّه الطّرب وحمله السّرور على أن أمر برفع الحجاب، ثم أقعده على طعامه، وصيّره في سمّاره.
وقالوا: هو المفتخر بالبرص حيث يقول:
يا أمّ عمرو لا تعرّي بالرّوق [1] ... ليس يضير الطّرف توليع اليلق [2]
إذا حوى الحلبة في يوم السّبق [3]
فهذا قول الشاعر.
فأمّا محمد بن سلّام فزعم أنّه لم يسبق الحلبة أبلق قطّ ولا بلقاء [4] .
قال الأصمعي: لم يسبق الحلبة أهضم قطّ.
وقد يجوز أن يكون الشاعر أراد الشاعر نفس الحلبة يوم الرّهان وأراد غير ذلك من أبواب المسابقة.