وقد وصف عبيد الرّاعي [1] ، كيف تتحوّل صورة الراعي وتتبدّل خلقته، وكذلك كلّ صناعة فهي تصوّر صاحبها على ما يشاكلها. ألا ترى أنّ الحائك يعرف بصدرته وتفحّج رجليه [2] ، ولا يكون أبدا إلّا وجلد بطنه أسود وقد ذكر خلف بن خليفة [بذلك] [3] وقال عبيد الرّاعي:
ترى وجهه قد شاب في غير لحية ... وذا لبدة تحت العصابة أنزعا [4]
ترى كعبه قد كان كعبين مرّة ... وتحسبه قد عاش حولا مكنّعا [5]