بغى كسبه أطراف ليل كأنّه ... وليس به ظلع من الخمص ظالع [1]

يقول: ليس به ظلع من علّة حادثة، سوى الظّلع الذي ركّب عليه في أصل الخلقة، لأنّه أقزل، والأقزل أسوأ حالا من كثير من العرجان، لأنّ الذّئب لا يزال مضطربا في مشيته، ونساه أشدّ تشنّجا من نسا الفرس والغراب [2] . والذئب أقزل مرثوم الخطم بسواد، سائل الأنف، وكذلك أنف البقرة يكون سائلا ومرثوما بسواد [3] وكذلك الكلب. وأما قول الشاعر:

غاداك ذيب سلجم أنيابه [4] ... يسبق حدّ نابه لعابه

فإنّما ذكر ذلك على جهة المثل، كما قال الشاعر [5] :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015