ومطعم وعديّ في سيادته ... فذاك داء قريش آخر الزّمن [1]
وخير دائك داء لا تسبّ له ... ولا تبيت تمنّى لذّة الوسن
داء كريم عدوى فتحذره ... فالحمد لله ذي الآلاء والمنن
وقد يفرّ الأعرابيّ في الحرب فلا يفرّ بالجبن عن الأعداء، وبالنّكول عن الأكفاء، بل يخرج لذلك الفرار معنى، ويجعل له مذهبا، ثم لا يرضى حتّى يجعل ذلك المفخر شعرا، ويشهره في الآفاق. قال مالك بن أبي كعب [2] في الفرار:
معاذ الإله أن تقول حليلتي ... ألا فرّ عنّي مالك بن أبي كعب [3]
أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا عمّ الجبان من الكرب [4]
يقول: أنا وإن ولّيت هاربا حين لا أجد مقاتلا فقد ولّيت ومعي عقلي.