وأبي عبيد الله الأفوه، وهاشم بن ناصح، وكان متكلّما رصينا، شاعرا مغلقا، وراوية ناسبا، ولم يقو أحد على المخمّس والمزدوج على مثل ما قوي عليه بشر، حتّى كان في ذلك أكثر من أبان بن عبد الحميد اللاحقي [1] ، لأنّ أبانا أنّما نقل كتاب «كليلة ودمنه» وبعض كتاب «المنطق» ، مخمّسا ومزدوجا فقط. وبشر أصحّ في أصناف الكلام ودقائق المعاني بالمخمّس، فلم يستكره قافية واحدة.

وهجاه معمّر بن عبّاد [2] ومولى بني سليم ورئيس أصحاب المعاني وكان يكني بأبي عمرو وأبي المعتمر، بشعر فضح فيه المتكلّمين [3] ، وهو أوّل شعر قال وآخره، وذلك أنّه قال:

وأبرص فياض ... لوجهه رياض

يرى السعاية فينا ... وقلبه ممراض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015