واضح العبارة فصيح اللسان تغلب على لغته الدارجة اللهجة المصرية الخفيفة.
وكان يحب -أحيانا- أن يحافظ على زيه الأزهري، فكثير ما يلذ له أن يلبس العمامة والثوب الفضفاض وكان مهيب الطلعة جسورا في قول الحق وكان ذكر الله وتلاوة القرآن ديدنه يتفانى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحب أن ينصح غيره ويستمع إلى نصيحة غيره وكان يحرر الرسائل الكثيرة المشتملة على المعاني والنصائح القيمة يوجهها إلى العلماء والقضاة والأمراء والملوك وكانت بعض رسائله العامة ونصائحه تتلى في المساجد على العامة بعد أداء فريضة الصلاة في كل مناسبة تجد أو تحدث.
وكان الشيخ عبد اللطيف مع علمه الغزير وفضله الكبير سياسيا داهية خبير بشؤون المجتمع وعندما وقعت الفتنة العمياء بين أولاد الإمام فيصل عبد الله الفيصل وسعود الفيصل بعد وفاة والدهما سعى المؤلف إلى إخمادها ولذلك لم يستقر له قرار ولم يهنأ له بال حتى هدأت تلك الفتنة وانجابت تلك الغمة وبذل رحمه الله من ذاته ورأيه في إخمادها ما جعل كل مواطن يذر فضله ويعترف له بالفضل والقدرة وحسن التصرف ولقد طال أمد تلك الفتنة العمياء وامتد زمانها فكانت مليئة بالحزن والأسى والفزع لكنه رحمه الله وقف منها موقف الشرف الذي شهد له بالزعامة والإخلاص والوطنية ويؤخذ من كتاباته التي سجلها في هذه الفترة ومن مجادلاته لغيره من العلماء حول تلك الفتنة أنه كان ينظر إليها من زاوية تختلف عن كل رؤية يراها البسطاء وضعفاء الهمم.
وقد كانت نظرته العميقة الشاملة لتلك الفتنة أنها ليست بين أميرين فحسب وإنما كانت أبعد عمقا وأكثر اتساعا فقد كانت تستهدف دك حصون الدعوة وسحق الكيان المتماسك الذي أسسه السادة من آل سعود وكان المؤلف رحمه الله يرى أن الخوف كل الخوف ليس من نزاع الأميرين وإنما يرقب بحذر تحرك الأعداء التقليديين والأعداء الدخلاء المتربصين الجاثمين