ومن هنا ندرك تماما قيمتها العلمية المرموقة وأن من حظي بها وعرف ما حوته من المعاني الروحية والعلوم الخيرة استطاع بعون الله أن يستنير بها وينير الطريق لغيره من التائهين الحيارى، ويقهر عدو الإسلام والمسلمين ويغلبهم بهذا السلاح الفتاك الذي لا يغلب حامله لأنها صناعة من صنع الله الذي أتقن كل شيء، ولا شك أن مالكه يدمر كل ما من شأنه أن يعوق السير الحثيث إلى الغاية المنشودة كي يصل السائرون إلى تلك المعالم الرفيعة دون أن يتعثروا في طريقهم إليها أدنى انزلاق ولذلك أرى لزاما علي أن أوصي بإخواني في الله الدعاة الميدانيين والمفكرين المثقفين الواعين خاصة والمسلمين عامة أن يولوا عناية بالغة لهذه الجوهرة قراءة وتعلما وتعليما ونشرا في المعمورة حتى تكون بعون الله الغالب حربا على أعداء الله وسلما لأوليائه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وإياه أسأل أن ينفع بها كل من علمها وعمل بها ودعا إلى مضمونها إيجابا وسلبا وجميع المسلمين ويجعل هذه الجهود المتواضعة خالصة لوجه الله الكريم ويغفر لي ولوالدي ولمؤلفها والحامل على عملها ولجميع المسلمين إنه جواد كريم وهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه ومن ترسم خطاهم إلى يوم الدين.
وقد وقع الفراغ من هذا العمل آخر شهر محرم سنة تسع وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية يوم الخميس الموافق سبعة وعشرين من المحرم 27/1/1409هـ.
كتبه
محمد العارف بن عثمان بن موسى الأرومي الهرري.