الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
ونسأل الله وهو لطيف بعباده خبير بأحوالهم أن يهب لنا من لدنه رحمة ويهيئ لنا من أمرنا رشدا ويحسن عاقبتنا في الأمور كلها ويجيرنا وإخواننا المسلمين أينما كانوا من ضيق الدنيا وعذاب الآخرة ويرزقنا حسن الخاتمة عند الممات إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
وبعد: فإن هذه الرسالة القيمة المفيدة بضاعة ثمينة وسلعة غالية لم يسبق لها رواج بعد، ولكن الباري أراد أن تظهر هذه الجوهرة المكنونة من صدفها لتتلألأ بعد أن خفيت ردحا من الزمن رغم أن مضمونها الذي احتوته سلاح حاد فتاك يجب أن يحمله كل جندي يغامر لإعلاء كلمة الله ورفع راية التوحيد وتقويض صرح الشرك ويدافع عن حوزة الإسلام والمسلمين لأن الغرض الوحيد من تأليفها رد العدوان السافر الذي شنه بعض أهل الشبه الذين انطمست بصائرهم على جمال هذا الدين الحنيف بهائه ونزاهته لتشويهه وتقبيحه ومحو معالمه البراقة التي تتراءى في الآفاق كلها وإيقاع العوام وأمثالهم من مطموسي القلب في شبكات الشرك والوثنية والكفر والإلحاد.