ولأبي حية النميري:
إذا ما تقاضى المرءَ يومٌ وليلةٌ ... تقاضاه شيءٌ لا يمل التقاضيا
وللعرجي:
أنتمُ سلمنا وأقصى منانا ... وأحاديثنا وإن لم تزاروا
الليالي إذا نأيتم طوالٌ ... والليالي إذا دنوتم قصارُ
وثنائي عليكَ خيرُ ثناءٍ ... إن تقربتَ، أو نأتْ بك دارُ
اعلم أن التتميم هو أن يذكر الشاعر معنى، ولا يغادر شيئاً يتم به إلا أتى به، فيتكامل له الحسن والإحسان، ويبقى البيت ناقص الكلام، فيحتاج إلى أن يتمه بكلمة توافق ما في البيت من تطبيق أو تجنيس أو غير ذلك.
ومنه قوله تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ". فهذا تتميم المعنى. وقوله سبحانه: " إن الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا " تتميم أيضاً؛ فهذا من جوامع الكلم.
وقال أبو تمام:
بدرٌ أطاعت فيك بادرة النوى ... ولعاً وشمسٌ أولعت بشماس
تم البيت دون قوله: ولعاً. واحتاج إلى كلمة أخرى فإتى بها مجانسة لأولعت، فانسكبت في البيت، ولولا ذلك لكانت حشواً.