فتغامز الحاضرون وعجبوا من جواز ذلك على إسحاق مع فطنته وفهمه وعلمه، وكان خراب القصر بعد ذلك بقليل.
وأنشد أبو مقاتل:
لا تقل بشرى، ولكن بشريان ... غرةُ الهادي ويومُ المهرجان
فأوجع ضرباً وقيل له: هلا قلت: انتقل بشرى فعندي بشريان وأحسن الإبتداءات قول أشجع السلمي:
قصرٌ عليهِ تحيةٌ وسلامُ ... خلعت عليه جمالها الأيامُ
وأجمعوا على أحسن الابتداءات قول امرئ القيس:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزل
فقالوا: لأنه وقف واستوقف وبكى واستبكى؛ وذكر الحبيب والمنزل، في نصف بيت.
وقيل إن أبا الطيب المتنبي لما أنشد:
أوه بديلاً من قولتي واها
قال له بعض الحاضرين: أوهُ وكيهُ.
باب
اعلم أن الأواخر والمقاطع ينبغي أن يتحرز الشاعر فيها مما يعترض عليه، كما روي أن أبا تمام لما أنشد:
على مثلها من أربع ملاعب