أنت الناس كلهم فلا طاقة لي بغضب جميع الخلق. فقال له: ما أحسن هذا! من أين أخذته!، فقال: من قول أبي نواس:
وليس على اللهِ بمستنكر ... أن يجمعَ العالم في واحدٍ
وقيل لأعرابي أنى تصوم في مكة: أما تخشى من الحر؟ فقال: الطل أريد.
وقيل لروح بن زنباع وهو قائم بباب المهلب: لم تقف في الشمس؟ فقال: الظل أريد.
عقده أبو تمام فقال:
أآلفةَ النحيب كم افتراقٍ ... ألم فكانَ داعيةَ اجتماع
ومنه قول المتنبي:
تذكرتُ ما بينَ العذيب وبارق ... مجرَّ عوالينا ومجرى السوابقِ
وقال:
حتى أتى الدنيا ابنُ بجدتها ... فشكا إليهِ السهلُ والجبلُ
حله الصاحب بن عباد فقال: ولما أتاح الله للدنيا ابن بجدتها وأبا بانيها وأخا عذرتها جعل معقلهم نهزة الحوادث وفرصة البوائق، ومجر العوالي، ومجرى السوابق.