أنت الناس كلهم فلا طاقة لي بغضب جميع الخلق. فقال له: ما أحسن هذا! من أين أخذته!، فقال: من قول أبي نواس:

وليس على اللهِ بمستنكر ... أن يجمعَ العالم في واحدٍ

وقيل لأعرابي أنى تصوم في مكة: أما تخشى من الحر؟ فقال: الطل أريد.

وقيل لروح بن زنباع وهو قائم بباب المهلب: لم تقف في الشمس؟ فقال: الظل أريد.

عقده أبو تمام فقال:

أآلفةَ النحيب كم افتراقٍ ... ألم فكانَ داعيةَ اجتماع

ومنه قول المتنبي:

تذكرتُ ما بينَ العذيب وبارق ... مجرَّ عوالينا ومجرى السوابقِ

وقال:

حتى أتى الدنيا ابنُ بجدتها ... فشكا إليهِ السهلُ والجبلُ

حله الصاحب بن عباد فقال: ولما أتاح الله للدنيا ابن بجدتها وأبا بانيها وأخا عذرتها جعل معقلهم نهزة الحوادث وفرصة البوائق، ومجر العوالي، ومجرى السوابق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015