أتصبرُ للبلوى حياءً وحسبةً ... فتؤجرُ أمْ تسلو سلوَّ البهائمِ
وقال عبد الله بن الزبير لما قتل أخوه مصعب: إن التسليم والسلوة لحزماء الرجال، وإن الجزع والهلع لربات الحجال.
عقده أبو تمام فقال:
ونحن خلقنا للتجلدِ والأسى ... وتلكَ الغواني للبكا والمآتمِ
ومن ذلك قول نصيب:
فعاجوا فأثنوا بالذي أنتَ أهله ... ولو سكتوا أثنتْ عليكَ الحقائب
فنثره بعض الكتاب فقال: لو أمسك لساني عن شكرك لنطق علي أثر برك.
وقال آخر: لو جحدتك إحسانك لأكذبتني آثاره وتمت علي شواهده، فشهادت الأموال أعدل من شهادات الرجال.
ومن ذلك قول أحمد بن صبيح: في شكر ما تقدم من إحسانك شاغل عما تقدم من امتنانك.
وأخذه سعيد بن حميد فقال: لست مستقلاً بشكر ما مضى من بلائك فاستبطئ ما أؤمل من نعمائك.
فعقده أبو نواس فقال:
قد قلتُ للعباسِ معتذراً ... من طول تقصيري ومعترفا
أنت امرؤٌ قلدتني منناً ... أوهتْ قوى شكري فقد ضعفا
فإليك بعد اليوم معذرةٍ ... وافتكَ بالتصريحِ منكشفا
لا تسدينَّ إليّ عارفةً ... حتى أقومَ بشكرِ ما سلفا
ومن ذلك قول أبي تمام لأحمد بن أبي دؤاد لما غضب عليه: