وقوله في موضع آخر:

فتملأ بيتنا أقطاً وسمناً ... وحسبكَ من غنى شبعٌ وريُّ

لأنه وصف نفسه في موضع بسمو الهمة إلى الأمور العظيمة، وفي موضع آخر بالقناعة والشبع والري.

وقال قدامة: هما متفقان، وإنما أراد بأحدهما زيادة ما ينقص في الآخر، لأن الشبع والري هو الذي أخبر أنه يكفيه، ثم قال في البيت الثاني: إنه يطلب المجد، يريد في الأول أن القليل يكفيه وفي الثاني إنه لا يكفيه: وأيضاً إن هذا في قصيد، وهذا في قصيد. وايضاً إن الشعر أحسنه أكذبه وكما قال المتنبي:

كأنَّ المعاني في فصاحة لفظها ... نجومُ الثريا أو خلائقي الزهرُ

فقال خلائقي، ولم يقل خلائقك، لأنه قال قبل هذا:

فجئتك دون الشمس والبدر قاصداً ... ودونك في أخلاقك الشمس والبدرُ

فلو شبهه بالثريا بعد تفضيله على الشمس والبدر نقصه حقه وكان انتكاثاً وعيباً.

باب

السرقات المحمودة والمذمة

قال ابن وكيع: اعلم أن السرقات المحمودة عشرة أشياء، منها: اللفظ الطويل في المعنى القليل، كقول طرفة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015