فما يقوم قوله: كريم الخيم بقوله: مجنون.

ومنه قول أبي تمام:

ما زال يهذي بالمكارم متعباً ... حتى ظننا أنه محمومُ

فأزال بعض الهجنة، ثم تبعهم أبو نواس فأزال الهجنة عنه، وأحسن بقوله:

صورَ المعروفُ شخصاً ... وله العباسُ روحُ

جادَ بالأموال حتى ... قيلَ: ما هذا صحيحُ

ومنه قول المتنبي:

حتى يقول الناسُ ماذا عاقلاً ... ويقولُ بيتُ المالِ ماذا مسلمُ

ومنه قول بعض العرب:

ألا إنما ليلى عصا خيزرانةٍ ... إذا غمزوها بالأكفِّ تلين

ذكر ابن قتيبة أنه لما أنشده بشاراً قال له: هجنت البيت بقولك: عصاً ولو قلت: عصا مخ أو زبد، لم تزل الهجنة. وأحسن من هذا قولي:

وحوراء المدامع من معدٍّ ... كأنَّ حديثها ثمرُ الجنانِ

إذا قامتْ لطيتها تثنت ... كأنَّ عظامها من خيزرانِ

ومثله قول ابن المعتز:

ما ذقتُ طعمَ النوم لو تدري ... كأنَّ أحشائي على جمرِ

من قمرٍ مسترقٍ نصفه ... كأنه مجرفة العطرِ

قالوا: لو قال مجرفة النور أو الدر لما برحت الهجنة.

ومن ذلك قول أبي نواس:

وإن جرت الألفاظ يوماً بمدحةٍ ... لغيرك إنساناً فأنت الذي نعني

قالوا: إن معناه هجين للخيانة التي فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015